الأحد، 24 أبريل 2011

طموح أوراقي ـأن تنال عبير القلم !!!

تُعْطِي وَتُعْطِي لِلمَدَى الأَنْوَارَا يَا مَوْطِنًا لِلفَجْرِ، نَصَّبَ دَارَا
فِي كُلِّ أُفْقٍ قَدْ تَرَكْتَ مَنَائِرًا تَتْلُو مَدِيحَكَ خُفْيَةً وَجِهَارَا
وَبِكُلِّ أَرْضٍ قَدْ زَرَعْتَ مَحَبَّةً وَأَحَلْتَ صُفْرَتَهَا نَدًى وَثِمَارَا
تَتْرَى المَوَاهِبُ مِنْ يَمِينِكَ، لا تَشِي بِجَمِيلِهَا، أَوْ تَسْتَعِيرُ يَسَارَا
أَوَتَشْتَكِي الحَاجَاتُ ذُلاًّ بَعْدَمَا طَمَحَتْ إِلَيْكَ، وَصَوَّبَتْ أَنْظَارَا؟
كُنْتَ الخُصُوبَةَ فِي خَرِيفِ طُمُوحِنَا تَمْتَدُّ لا تَخْشَى ضَنًى وَقَتَارَا
وَإِذَا غَفَوْنَا فِي أَسِرَّةِ حُلْمِنَا يَصْحُو لَنَا أَمْنٌ يَكُونُ دِثَارَا
وَإِذَا صَحَوْنَا كُنْتَ فِي آفَاقِنَا أَمَلاً شَدَدْنَا نَحْوَهُ الأَبْصَارَا
نَمْضِي عَلَى حُبٍّ زَرَعْتَ بُذُورَهُ فِينَا، فَكُنَّا الحَقْلَ وَالأَطْيَارَا
فَالصَّخْرُ مِنْ طَرَبٍ يَرِقُّ لِعَزْمِنَا وَالرَّمْلُ مِنْ تَعَبٍ يَكُونُ نُضَارَا
هَذِي هِيَ الصَّحْرَاءُ تَرْفُلُ بِالنَّدَى وَتَعُودُ وَاحَاتٍ تَفِيضُ ثِمَارَا
وَإِلَى خَرِيرِ النَّبْعِ يَسْكُنُ عَاطِشٌ لِلمَجْدِ، يَرْقُبُ حُلْمَهُ الجَبَّارَا
وَعَلَى مَسِيرِ الدَّرْبِ يَرْكُضُ طَامِحٌ لِلمَكْرُمَاتِ، وَمَا أُقِيلَ عِثَارَا
وَعَلَى الرَّوَابِي نَهْضَةٌ بَدَوِيَّةٌ بَنَتِ الحَضَارَةَ، وَارْتَقَتْ أَدْوَارَا
وَزَهَتْ بِأَقْصَرِ مَا يَكُونُ، وَلَمْ يَزَلْ وَقَدُ الطُّمُوحِ بِهَا يَزِيدُ أُوَارَا
هَذَا هُوَ الوَطَنُ العَزِيزُ بِأَهْلِهِ حَيْثُ الوَفَاءُ يَصِيرُ مِنْهُ شِعَارَا
حَفِظَ الوِدَادَ لَهُمْ، فَكَانُوا وُدَّهُ وَتَعَهَّدُوهُ نَشْأَةً، وَعِمَارَا
حَلَمَتْ بِهِ الأَوْطَانُ أَنْ تَسْعَى إِلَى عُلْيَاهُ، تَكْسِبُ سُمْعَةً وَفَخَارَا
فِي يَوْمِ مَجْدِكَ مَا أَقُولُ؟ وَمَا أَرَى؟ حَارَ القَصِيدُ وَقَدَّمَ الأَعْذَارَا
وَطَنِي، وَهَلْ يُرْضِيكَ مَدْحٌ زَائِلٌ بِزَخَارِفٍ يَتَمَثَّلُ الأَشْعَارَا؟
فَلأَنْتَ أَسْمَى مِنْ مَدِيحِ مُبَالِغٍ أَوْ مِنْ ثَنَاءِ مُقَصِّرٍ يَتَوَارَى
وَطَنِي، يُزَيِّنُكَ البَيَانُ بِلَوْحَةٍ سَبَحَ الخَيَالُ بِهَا، فَضَلَّ مَدَارَا
وَهَلِ الخَيَالُ سِوَى مَطِيَّةِ مَاهِرٍ خَبَرَ الجَمَالَ، وَنَسَّقَ الأَفْكَارَا؟
وَلأَنْتَ أَوْضَحُ مِنْ خَيَالٍ جَانِحٍ وَأَجَلُّ مِنْ وَصْفٍ يَكُونُ سِتَارَا
عَارٍ كَمِثْلِ الشَّمْسِ لا تَخْفَى عَلَى أَحَدٍ، وَلَكِنْ تُرْهِقُ الأَنْظَارَا
يَكْفِيكَ مِنْ وَصْفٍ فُؤَادٌ صَادِقٌ شَرِبَ المَحَبَّةَ مِنْكَ، وَالإِيثَارَا
فَالصِّدْقُ عَفْوِيٌّ، وَأَجْمَلُ مَنْطِقٍ مَا كَانَ عَفْوًا، يَكْشِفُ الأَسْرَارَا

ليست هناك تعليقات: