الأحد، 25 ديسمبر 2011

الفجر المظلم


الليل.. الظَّلام.

إذا سألتَ أيَّ شخص عن الليل، فأوَّل ما يجيبك به عنه: الظَّلام.

ولكن عن أيِّ ظلام يتحدَّثون؟! كل مدن العالَم تشتعل ضياءً، لا فارق كبيرًا بين ليلٍ ونهار؛ هكذا عشت طويلاً حتَّى حلَّ في مدينتنا الظَّلام.

كنت أعيش كأيِّ إنسان؛ لدينا شمسٌ تُشرق فيما كنَّا نسمِّيه النهار, وعندما تودِّعنا، كانت تَتْرك لنا أنيسًا لطيفًا كنَّا نسمِّيه القمر.

في هذه الأوقات كنا نسمِّي هذا الوقت السَّاحر: اللَّيل، لَم يكن لدينا أبدًا ظلام، كنَّا نسبح في أضواء المصابيح، واللاَّفتات العملاقة، وواجهات المتاجر، ما كانت تسمح لهذا المَدْعو: الظَّلام أن يحلَّ في مدينتنا، كان ضيفًا غير مرغوب فيه.

كان اللَّيل يعني لنا انتهاءَ العملِ، والسَّهرَ والانطلاق في شوارع سراييفو الساحرة، عفوًا؛ التي كانت ساحرة.

كان لا يحلو لنا التسكُّع إلاَّ في الليالي القارصة, عندما يهبط اللَّيل على الأرض المخمليَّة الرائعة البياض، كان الكلُّ يتواري من شدَّة البرد، فتخلو لنا الشوارع.

ما أحلى مذاق الثُّلوج فوق الشِّفاه المرتعشة، والبرد يتسلَّل إلى مخِّ عظامك! كانوا يسمُّوننا مجانين الثُّلوج، ولكنَّني لم أكن أَذْكر ظلامًا.

الآن، عرفتُ الظَّلام جيدًا، لقد طاب للظَّلام المقامُ في سراييفو؛ صار الظَّلام جزءًا عزيزًا من مدينتنا، جزءًا غاليًا من حياتنا.

نشتاق إليه عندما يودِّعنا فجرًا، ونحنُّ إليه طوال اليوم، ننتظره كما ننتظر الغطاء الثَّقيل لِيَضمَّنا هو والسرير، ما أحلى أن يكون لديك سرير!

الظلام في سراييفو يَعني ما هو أكثر من الظلام، إنَّه يعني الحياة، عندما تستطيع أن تتَوارى عن أعين القنَّاصة، ولا تتوقَع قذيفةٌ من السَّماء تقتلعُ سقفَ بيتك، والأهمُّ بالنسبة لي ألاَّ ترى طفلاً جديدًا مدرجًا في الدِّماء!

كنت أظنُّ أنَّ دماء البشر واحدة، لكنَّني الآن أجزمُ أنَّ دماء الأطفال مختلفة؛ لقد تذوَّقتُ الدِّماء، ومشيتُ في الدِّماء، وبِتُّ اللَّيل بطوله في بركة من الدِّماء، ما عُدت أخشى رؤيةَ الدِّماء، في الواقع لقد عقدتُ صداقةً بيني وبين الدِّماء.

لكنني لا أريد رؤية طفلٍ آخَر يَنْزف، حاولتُ أن أعتاد هذا، ولكنني هُزِمت.

ربَّاه! يبدو أنَّني لا زلتُ أستطيع البكاء، أعتقد أنني يومًا ما سأنسى كلَّ هذا، لكن كيف السبيل إلى نسيان صورة الطِّفل الصغير وهو يصرخ من الألَم؟! هل كان الأطفال يتألَّمون قبل الحرب؟! لا أذكُر.

كيف أنسى صورة الطِّفل الذي فارق الحياة وهو لم يمكث فيها إلاَّ شهورًا معدودة؟! إنه لَم يعرف أصلاً ما هي الحياة بعد.

كيف أنسى صورة الفتاة الجميلة ذات الشَّعر الناعم الأصفر وهي تبتسم لي، وتشير في سعادة إلى الضمادات التي أحاطَتْ ببقايا فخذِها، كانت سعيدة؛ أخيرًا وجدَتْ دُمْيةً تسلِّي بها وقتها، بعدما احترقَتْ كلُّ الدُّمى في المدينة.

ولا زلتُ أسأل: هذا الذي قَتل طفلاً هل يستطيع النَّوم ليلاً؟!


الظلام.. ها أنا أقف الآن سابحًا في بحوره المتلاطمة، أنظر إليه، أضمُّه إلَيَّ، أستنشقه، انظر إليَّ أسفل، من التبة التي أحتمي فيها أنا والرِّفاق؛ نعَم رِفاقي في التسكُّع، مَجانين الثُّلوج، الآن صِرْنا مجانيين الرَّصاص.

لا أدري متى قرَّرنا أن نحمل السِّلاح؛ فالأيَّام لا تسير كما كانت عندما كان لدينا في مدينتِنا مصابيح، يبدو لي أنَّ هذا كان منذ عُقود.

يقولون: إنَّ الحرب - أقصد المَجْزرة - بدأَتْ منذ سنتين، ولكنَّني لا أصدِّق؛ لقد كبرتُ على الأقلِّ عشرين عامًا، هذا الشَّيْب في مفرقي ليس من أثر الثُّلوج قطعًا، هذه التَّجاعيد بجوار عيني ليست لشابٍّ في العشرين من العمر أبدًا.

يقولون: إنَّنا بالأمس فقط دَفنَّا صديقنا "عزت بوبريتش"، ولا أصدِّق؛ لقد مات منذ زمنٍ بعيد، كان بجواري لَمَّا سقطَتْ خلفَنا قذيفةُ الدبَّابة، ما زلتُ أذكر هذا جيدًا، لقد استُشهِد في الصَّباح الباكر، لَم يصرخ، لَم يتألَّم، كم أحسده! ما أجملَ الموت في الصباح الباكر! ما أجمل الموت بلا ألَم!


الظلام.. أستنشِقُ المزيد من الظَّلام، يمزِّق ثوبه الأسودَ زخَّاتٌ من مدفع رشَّاش يبدو أنَّ صاحبه يُعاني فقط من الملَل.

أتابع الأضواء السَّابحة خلف الرصاصات، تَسْبح سريعًا، وتَخْبو سريعًا، جميلٌ أن تَرى الرَّصاصات بغير إصابات، بغير موت.

كم كنت أتمنَّى أن أردَّ عليه التحيَّة، ولكن تعليمات القيادة صارمة؛ ممنوع إطلاقُ النار ليلاً، لا يهمُّ، في الصباح سوف أردُّ عليه التحيَّة.


الظلام.. أستنشقُ المزيد من الظَّلام، أمدُّ يدي؛ لأستدفِئَ بتلك النار التي تشتعل بعيدًا في الأفق، منظرها الخلاَّب يبعث الدِّفء.

أنا أعلم جيدًا هذا المكان، إنَّها مدرستي الثانويَّة، يبدو أنَّها قذيفةٌ أطلقَها جنديٌّ آخَر يشعر بالملَل، لَم تكن تعني لي الكثير، لم أكن من هُوَاة المدرسة، في الواقع أشعر بالسَّعادة؛ فبعد بُزوغ الفجر، ورحيلِ ليل سراييفو الطَّويل، سوف أعود أنا ومَجانين الثُّلوج - أو ما تبقَّى منَّا - لنلعب الكرة في فناء المدرسة.

الجديد أنَّه لن يمنعنا مديرُ المدرسة؛ فلم يَعُد هناك مدير، ولم يَعُد هناك مَدْرسة.


الظلام.. أستنشق المزيدَ من الظلام، صوت طلقة من بعيد، تلَتْها مجموعةٌ من الطَّلقات، أين يصوِّب هذا الوغد؟

أتتبَّع مسار الطلقات، ماذا يفعل هذا المعتوه، إنَّه يصوِّب نحو الظلام، الطلقات تخترق الجسد الكبير، تَغُوص في جنباته، يا إلهي! لا بدَّ أنَّ إصابته خطيرة، لا بدَّ أنه يحتاج إلى علاجٍ عاجل، ولكنَّني يا صديقي لا أستطيع التحرُّك.

تعليمات القيادة صارمة؛ ممنوعٌ تَرْك أماكن الحراسة، وماذا سأقول لهم؟ ذهبتُ لأنقذ صديقي الظَّلام!

لا أعتقد أنَّهم سيتفهَّمون موقفي، الكثير من رفاقنا قد أُصيبوا بالجُنون، أخشى أن يظنُّوا بي ذلك أيضًا.

أنا آسف يا صديقي، لا أستطيع إنقاذك.

أنظر في الأفق، أرى مكان الجُرْح، ربَّاه! إنَّه جرحٌ عميق، أثَرُه صار الآن واضحًا، ولكن العجيب أنَّه لم يكن يتألَّم!

يشقُّ الجرحُ العميق ثوبَ اللَّيل الأسود، وها هو يَنْزف؛ يَنْزف نورًا، يَنْزف.. ينْزف...

يبدو أنَّ الليل سوف يموت أيضًا، الفجر القادم يخبرني بذلك.

وداعًا أيُّها الظَّلام العزيز.

ما أحلى أن تموت في الصَّباح الباكر!


ما أحلى أن تموت بلا ألَم!
د. محمد فرحات

السبت، 26 نوفمبر 2011

هل تجرعت كأس الفشل يومًا؟ وماذا تعني لك كلمة: (فاشل)؟

هل تجرعت كأس الفشل يومًا؟ وماذا تعني لك كلمة: (فاشل)؟




هي كلمة نَكرهها، وتمجها آذاننا، وتَلفظها أسماعنا، بل نجعل أصابعنا في آذاننا ونستغشي ثيابنا؛ حتى لا يصل حرف منها إلى مَسامعنا، وحتى لا تشوش علينا جمالَ الحياة.

كلمة نَكره أن ننسَب إليها، أو تنسبَ إلينا، وإذا قيلَت لإنسان فإنه يكاد يتميز من الغيظ، وينظر إليك شزرًا، وبألَم دفين يعتصر فؤاده.

كلمة جَعَلت كثيرًا من الناس يركب مطية اليأس ويتخاذل، ويرجع القَهقرى، بعد أن كان يسابق الريح، ويتسلق جبال المجد السامقات.

ولعلك تقول: ليت شعري! ما هذه الكلمة؟ ولعمري! لقد جعلتَني في حَيرة من أمري! فهات، أسمعنيها بعد أن شوقتَني لمعرفتها شوقَ غير محب، وشوقَعلم ومعرفة،لا شوقَ حب ولَهفة!

إنها يا صاحبي كلمة: (الفشل)، وخاصة حين تنسب إليك، بأن يقال عنك: فاشل، أو أنيناديَك أحد: أيها الفاشل.

فماذا تعني لك كلمة: (فاشل)؟
لو طرَحنا هذا السؤالَ على ثلة من الناس، لرأينا أجوبة شتى، وآراء مختلفة، ومعانيَ تتوضح لإنسان قد لا تتوضح لغيره، وكل يدلي بدَلوه.

فها هم يقولون:
كلمة (فاشل) بالنسبة لي تعني: أنني عبء على المجتمع، ومماتي أفضل من حياتي، وعدمي خير من وجودي.

كلمة (فاشل) تعني: أنني لا حظ لي، كلما تقدمت خطوة، تعثرت خطوات، وكلما أبحَرت في لجج الحياة، وظننت أنني أمخر عبابَها، فإنَّني أرى نفسي بعد سنة أنني لا أزال على الشاطئ!

كلمة (فاشل) تعني بالنسبة لي وباختصار شديد: التعاسة والشقاء بكل ماتَحمله هذه الكلمة من المعاني البائسة.


كلمة (فاشل) تعني: أنني لست بناجح، فمهما حاوَلت أن أنجحَ، سأبقى فاشلاً؛لذلك فإنني لن أسلكَ طريق النجاح؛لأن القدرَ رمَى بي في حفرة الفاشلين؛لذلك تراني دائمًا أعَلل نفسي بالقدَر، وأعتب على الزمان!

كلمة (فاشل) آه! كم تؤلمني هذه الكلمة! وليت أن العرب لَم ينطقوا بها، ومَن لي بإنسان يجتَثها من معاجم العربية جمعاء؟

إنها الكلمة التي دمرت حياتي، وجعلتني أهوي في مهاوي الشقاء بلا رحمة، وبلا أدنى هَوادة.

كنت أحمل طموحًا يكاد لعلوه يصل إلى عَنان السماء، وهمة عالية لا تعرف الوَنَى والفتور، وتقدمًا لا يعرف التراجع والهزيمة، لكن مَن حولي - نعم مَن حولي، ومعظمهم من أقاربي، وأغلبهم ممن يَدعون مَحبتي، وأنهم يكنون لي خالصَ الحب، وصفاءَ القلب- هم الذين جعلوا مني فاشلاً في الحياة!

كانوا دائمًا يَنعتونني بهذه الكلمة؛حتى أصبحت كلمة (الفشل) تلازمني، بل جزءًا لا يتجزأ منِّي، وسَيطَر التشاؤُم على حياتي، وتربع البُؤس على عرش قلبي.

لقد فَشلت مرة، فلم يسامحني أحد، ولَم أجد يدًا حانية ترَبت على كتفي، وتكَفكف دمعَ عيني، وتَنتشلني من براثن اليأس، فبَقيت على هذه الحال: فشل، وبؤس، وتعاسة، وشقاء.

ومع مرور الأيام نزَل طموحي إلى أسفل الحضيض بعد علو وارتفاع، وغَرقت همتي في الانحطاط بعد أن كانت لا تعرف الوَهَن والكَلل، وسَيطَرت على كلِّ مشاعري انهزامية ورجعية تشبثَت بي، فنَكَصت على عقبي بعد أن كنت أضارعالأتيَّ في تقدمه، والشهاب في سرعته وعلوه.

سامحوني، فالفشل يَرمقني بعينين سوداوين، ولهَول نَظَراته لَم أسطع أن أتم كلامي!

• كلمة (الفشل) تعني لي: خلافَ ما تعني لكم، وبكلمة مختصرة:
لقد دخلت إلى ساحة المجد والعز من باب الفشل!

بمعنى آخرَ: كان فشلي حافزًا كي أتقدمَ أكثرَ فأكثر؛لأني لَم أستسلم له، ولَم أرخ له العنان،

ولَم أهتم بتَمتَمات الحاسدين، ولَم تصغ أذني إلى فحيح الوشاة، ومَضَيت في دَرب الحياة، فلولا مرارة الفشل التي أبكَتني لأيام وأيام، ولولا تجرعي من كأس الحسرة، وتضلعي من أجاج المحَن الآسن، لَمَا كنت اليوم أبسم للحياة وتَبسم لي، وما كنت اليوم أرتوي من فرات النجاح المَعين في كؤوس التفاؤل والبشر والطمَأنينة.

وأثناء هذا الحوار كان هناك رجل يحَملق بكلتا عينيه، وقد تسمرتا في وجوه المتحاورين، يمعن النظر فيهموقد علاه التثاؤب، وكسي ثوبًا من الخمول، وتَجَلبَبَ بالكسل، ولا يدري الفشل نفسه ماذا يفعل بهذا البائس، أيمسكه على هون أم يدسه في التراب؟! ثم نَهَض قائمًا بعد جهد ولَأْيٍ، وقال: أما أنا فلو سألتموني عن كلمة الفشل، فسوف أقول لكم:
"كلمة فشل تعني: أنني فاشل؛ لأنني فاشل، وسأبقى فاشلاً ما تعاقَب الليل والنهار، وسأكتب في وصيتي لأولادي:
كتب الفشل على أبيكم، فاجعَلوا من الفشل قَدَرَكم، ومن القدر ذريعة لفَشلكم، ومن البؤس دثارَكم، ومن اليأس منهجَ حياة لكم!".

ثم مضى في طريقه يمشى على استحياء، وبعد برهة غاب عن أعيننا عند مفترق الطريق.

عزيزي القارئ، وبعد هذه الجولة يبقى السؤال مطروحا عليك:
ماذا تعني لك كلمة "فاشل"؟وهل تجرعتَ كأس الفشل يومًا ما؟


مصطفى قاسم عباس





الثلاثاء، 15 نوفمبر 2011

شراب الطهر


السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهعودة بعد انقطاع
وإليكم الحكاية

صافحتها ذات يوما
فلمست دفئها المفقود
فسألت؟

أين الذي ارتمى في حضنه المحبوب ؟!
قال عذرا أخا المجدِ تغيرت الأحوال
واستبدلوا نهاراً بشرِ بديل
كانت الأيام تنشد وهاهي
اليوم شمس الحب تؤذن بالغروب
قلت أريد الحكاية كلها قبل انقطاع بالوريد
قال يا أخا الكرام كنا نعجن الحب بالصدق
فيصير عيشنا رغيد
ونتنسم الطهر مع كل نسيم فجراً
نداعب طفولة محبتنا
تحت ظل غصن الوقار
فينبت من بنفسج الأقدار حسنا
والدلال عطرا يملأ البستان
قلت فما الذي حل بهذا البستان
قالوا عذرا حلت عاصفة فانحنينا
حيث الريح بالخيانة مصفرا تمحق أصفى
بستان تجتث من أرضي خصوبة طهرها
تبعث بالحرائق والأحزان
طمسوا الكرامة بعدما أنارت جباه العاشقين
فشققت عن صدري ومسحت رماد السنين
وبدأت ألفظ حروف النادمين
أنا قد سنحت لتلك الريح فرصة
عندما لم أصن بيت الوفاء
ولم أسلك طريق المخلصين
فاليوم ألاقي شر فعلتي
وأناجي رب العالمين
تلك النبضات بعضا من حكاية
لرُبى ولذاك المسكين
لا تنسى رشفة الطهر
فالحكاية يرويها الأنين

بقلمي
ولكم الكلمة

 

الجمعة، 11 نوفمبر 2011

لا تتشاءم


^__^
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ا( لا عدوى ، ولا طيرَة ، ولا هامّة ، ولا صفر ، ولا نوءَ ، ولا غول ) / رواه البخاري ومسلم

لا تتشاءم بشيء كالطيور أو الأشخاص أو الأسماء أو الألفاظ
أو الحوادث أو الأعداد أو الألوان أو الشهور أو الأيام والساعات ، فإنيه لا ضار ولا نافع إلاَّ الله سبحانه


عشر نساء لا يدخلن الجنة!!


عشر نساء لا يدخلن الجنة!!

1-الوشم:-


( لعن الله الواشمات والمستوشمات المغيرات خلق الله ) البخاري
الواشمه:- هي اللتي تغرز الإبر بالبدن ثم تحشوه بكحل اونحوه .

2- النمص :-

(لعن الله المتنمصات)
النمص:- النامصه هي اللتي تقوم بنتف الحاجبين اوترقيقهما.
المتنمصه:- المفعول بها ذلك بناء على طلبها.

3- التفلج :-

(لعن الله ..... والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله)
التفلج:- برد مابين الأسنان الثنايا والرباعيات

4-الوصل :-

(لعن الله الواصلة والمستوصلة)
الواصله:- هي اللتي تقوم بوصل شعر بشعر آخر..ومنه الباروكه
المستوصله:- المفعول به ذلك بناء على طلبها،،،

5- المرأه الساخط زوجها عليها :-

(إذا دعى الرجل امرأته الى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكه حتى تصبح) البخاري ومسلم،،،

6- المتشبهات بالرجال :-

(لعن صلى الله عليه وسلم المتشبهات من النساء بالرجال)،،،

7- زائرات القبور :-

عن ابي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن زوارات القبور اي كثيرات الزياره للقبور،،،

8- النائحة،التي تنوح على من مات ,


9- المحلل له،هى الزوجه التى طلقت ثلاثه طلقات من زوجه فتزوجة من اخر بقصد ان يطلقه هذا الزوج لكى ترجع وتتزوج من زوجه الذى طلقه ثلاث مرات


10- المتبرجة :

- (نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات لايدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وان ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا ) او كما قال الرسول صلى الله علية وسلم،،،





الاثنين، 24 أكتوبر 2011

إلى حافظات القرآن

ترنّميْ في خشوعٍ بالتلاواتِ وأسمِعي الكونَ آياتٍ .. وآياتِ
ورَدّديها بصوتٍ منكِ ذِيْ شجَنٍ عَذبٍ رخيمٍ يهزُّ المُعرض العاتي
هيّا، أفيضي علينا مِن فرائدهِ ومِن كنوزِ المثاني والهُدى هاتي[1]
وإذا ختمتِ القرآن حفظاً، واجتهدتِ للإفادة منه في حياتك.. فسيقال لكِ يومها:

اقرئي وارقَي.. ورتليْ كما كنتَ ترتلين في الدنيا.. فإنّ منزلتك عندَ آخرِ آيةٍ تقرئينها..!

أخـتي المؤمنة،
إن خير ما يُتكلَّم فيه هو: القرآنُ الكريم..

وهل من معجزة أعظم من هذه المعجزة "القرآن" الذي لا يأتيهِ الباطلُ من بين يديه ولا من خلفه؟

وهل من نِعمة أغلى من أن يلبس والداك تاجاً من نور يوم القيامة، بفضل الله ثم بحفظك لكتابه؟!


اقرَئيْ وارقَيْ.. أُخيّهْ للفَراديسِ العَليّهْ
واحمَديْ اللهَ.. فقدْ حُزْ تِ على أغلى هديَّهْ

يبتهج الشعراء الإسلاميون في قصائدهم بتيجان النور في بيوتهم وفي دُور حِفظ القرآن الكريم..

فيقول الأستاذ إبراهيم محمد السبيل:
أمَلٌ تحققَ يا "أمَلْ" أعظِمْ بذلكَ مِن أمَلْ
ملأَ الفؤادَ بنورهِ نُورٌ مِن المولى اكتمَلْ
أكرمْ بقلبٍ يحملُ الـ ـقُرآنَ أعظمَ ما نزَلْ
طوبَى لعقلٍ يجعلُ الـ ـقرآنَ أكرمَ ما عقَلْ
فلتهنَئي، ولتَسعَدي ولْيقبلِ اللهُ العمَل[2]


إن في تعلّم القرآن الكريم وتعليمه وتدبر معانيه وحفظه ومعرفة القراءات وتفسير الآيات.. في ذلك أجرٌ عظيم، دلّ عليه قوله صلى الله عليه وسلم: "خيرُكمْ مَن تعلّمَ القرآنَ وعلّمَهُ).
وفي ذلك يقول الشاعر الإسلامي حبيب بن معلاّ اللويحق؛ مقتبِساً من أنوار القرآن:


فخيرُنا مَن تعلّمْ هذا الكِتابَ، وعلَّمْ
ورتّلَ الذِّكرَ دَوماً بِآيِهِ يترنّمْ[3]

اللهم اجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا.
ـــــــــــــــــــــــــ
[1] ندوة "المرأة المسلمة والحضارة"، ص31.
[2] نقوش على صفحة المجتمع، مكتبة العبيكان، 1417هـ.
[3] أغاريد شذا، ص 8.




السبت، 15 أكتوبر 2011

السخرية بالناس واحتقارهم

الحمدُ لله والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

وبعد:
فإن من الصفات الذميمة التي ذمها الله ورسوله السخرية بالناس واحتقارهم، قال تعالى: ﴿ وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ﴾ [الهمزة: 1]، والويل: كلمة تهديد ووعيد لمن كانت هذه صفاته، قال المعلمي رحمه الله: الهمز هو السخرية من الناس بالإشارة؛ كتحريك اليد قرب الرأس إشارة إلى الوصف بالجنون، أو الإشارة بالعين رمزاً للاستخفاف أو نحو ذلك.

واللمز: هو السخرية من الناس بالقول، كتسمية الشخص باسم يدل على عاهة فيه أو مرض، أو اتهامه بخليقة سيئة، أو التعريض بذلك.ا هـ[1].
قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ﴾ [الحجرات: 11].

قال الطبري رحمه الله: «إن الله عمَّ بنهيه المؤمنين عن أن يسخر بعضهم من بعض بجميع معاني السخرية، فلا يحل لمؤمن أن يسخر من مؤمن لا لفقره ولا لذنب ركبه ولا لغير ذلك»[2]، وقال أيضاً في قوله تعالى: ﴿ وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ﴾ [الحجرات: 11]: «أولى الأقوال في تأويل ذلك عندي بالصواب أن يقال: إن الله - تعالى ذكره - نهى المؤمنين أن يتنابزوا بالألقاب، والتنابز بالألقاب هو دعاء المرء صاحبه بما يكرهه من اسم أو صفة، وعمَّ الله بنهيه ذلك ولم يخصص به بعض الألقاب دون بعض، فغير جائز لأحد من المسلمين أن ينبز أخاه باسم يكرهه أو صفة يكرهها»[3].

روى أبو داود في سننه من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: حسبك من صفية كذا وكذا- قال غير مسدد: تعني قصيرة- فقال:«لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته» قالت: وحكيت له إنساناً فقال: «ما أحب أني حكيت إنساناً، وأن لي كذا وكذا»[4].

وروى البخاري في صحيحه من حديث المعرور قال: لقيت أبا ذر بالربذة وعليه حلة وعلى غلامه حلة، فسألته عن ذلك، فقال: إني ساببت رجلاً فعيرته بأمه، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: «يا أبا ذر، أعيرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية، إخوانكم خولكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم»[5]، والسخرية بالناس من سمات الكفار والمنافقين، وقد نهينا عن التشبه بهم، قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [التوبة: 79].

قال ابن كثير رحمه الله: «هذه أيضاً من صفات المنافقين لا يسلم أحد من عيبهم ولمزهم في جميع الأحوال، حتى المتصدقون لا يسلمون منهم، إن جاء أحدهم بمالٍ كثير قالوا: مُراءٍ، وإن جاء بقليل قالوا: إن الله لغني عن صدقة هذا»[6].اهـ.

والسخرية تميت القلب وتورثه الغفلة، حتى إذا كان يوم القيامة ندم الساخر وتحسر على فعله، قال تعالى: ﴿ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴾ [الزمر: 56].

والسخرية من الناس عاقبتها وخيمة في الدنيا والآخرة، في الدنيا قد يبتلى الساخر بمثل ما سخر به، وفي الآخرة عذاب الله، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ * وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ ﴾ [المطففين: 29- 31].
وقال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً ﴾ [الأحزاب: 58].

والساخر بعيد عن ربه قريب من الشيطان، قال تعالى عن الكفار: ﴿ إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ * فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ * إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾ [المؤمنون: 109- 111].

قال القرطبي: «يستفاد من هذا التحذير من السخرية والاستهزاء بالضعفاء والمساكين، والاحتقار لهم والإزراء عليهم، والاشتغال بهم فيما لا يعني، وأن ذلك مبعد من الله عز وجل»[7].

ومما تقَّدم، يتبيَّن لنا أن السخرية بالناس ذنب عظيم، منافٍ للدّين والمروءة والأدب.

ومن صور هذا الاستهزاء في وقتنا المعاصر:
السخرية بالعلماء والمشايخ، والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، وغيرهم من أهل الصلاح والخير، ولمزهم بالألقاب السيئة، وتأليف القصص المكذوبة التي تسمَّى النكت عليهم، وقد نص بعض أهل العلم على أن الساخر من العلماء أو الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر إذا كان يسخر منهم لدينهم لا لذاتهم، فإن هذا من الكفر المخرج من دائرة الإسلام، قال تعالى: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ﴾ [التوبة: 65].

ومنها السخرية بالعمال المقيمين في هذه البلاد، أو الفقراء وضعفة الناس، واحتقارهم؛ لأن هذا من الجنسية أو البلد الفلاني، روى البخاري في صحيحه من حديث سهل رضي الله عنه قال: مرَّ رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:«ما تقولون في هذا؟» قالوا: حري إن خطب أن ينكح، وإن شفع أن يُشفع، وإن قال أن يُستمع، قال: ثم سكت، فمرَّ رجل من فقراء المسلمين، فقال:«ما تقولون في هذا؟» قالوا: حري إن خطب أن لا ينكح، وإن شفع أن لا يشفع، وإن قال أن لا يُستمع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « هذا خير من ملء الأرض مثل هذا»[8]، وما يدري هذا الساخر لعل الذي سخر منه خير وأتقى لله منه!، قال تعالى: ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ [الحجرات: 13].

قال محمود الغزنوي
فلا تحقرن خلقاً من الناس عله
ولي إله العالمين وما تدري
فذو القدر عند الله خاف عن الورى
كما خفيت عن علمهم ليلة القدر
ومنها السخرية بالجيران والأصدقاء والأقارب، وقد يكون الحامل على هذه السخرية والاحتقار هو الحسد، فقد يبرز بعض الناس عند أقاربه أو أصدقائه بتجارة أو علم أو دراسة فيسخرون منه، ويلمزونه في المجالس؛ ليسقطوه من أعين الناس، روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخواناً، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى ها هنا» ويشير إلى صدره ثلاث مرات «بحسب امرئٍ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه»[9].

والحمدُ لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـــــــــــــــ
[1] مكارم الأخلاق في القرآن الكريم ليحيى المعلمي، ص 333، نقلاً عن كتاب نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم (10/4604).
[2] تفسير الطبري (11/390).
[3] تفسير الطبري (11/293).
[4] ص 529، برقم 4875، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح سنن أبي داود (3/923) برقم 4080.
[5] ص29، برقم 30.
[6] تفسير ابن كثير (7/247).
[7] تفسير القرطبي (15/95).
[8] ص 1009، برقم 5091.
[9] ص 1035، برقم 2564.

الجمعة، 30 سبتمبر 2011

اليوم الموعود


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعلو جراح السنين ويزيدها مرارة ظلم ذوي القربى ,إسلامنا بلا ماء ,أرضنا بلا حبوب , جيوبنا بلا نقود , و لاكن لا زال يبتسم فهو على أمل اللقاء مع ذاك اليوم الموعود, ارتمى بين أحضان الذكريات , شقاوة الطفولة براءتها لا زال عالقا في ذهنه شطره قلبه الأول , أبي ما هذا ويرد بكل حنو أنه قط ,عصفور,طائرة أو دجاجة ويلح في السؤال أكثر من مرة وأبوه فرحا بهِ ,لا كن يتوقف لحظة ويبكي فصاحب الحنو أنتقل إلى رب السموات والأرض رحمه الله فكم نفتقده وتفتقده الأيام , تحمر وجنتاه مرة أخرى حين يتذكر كيف كان يلعبُ لأمهِ بأدواتِ مطبخِها المتواضع الهيئة ورغم تواضعهِ يخرجُ ما لذ وطاب منه *__^ , يعود للبكاء أخرى فالنصف المتبقي من القلب مضى في نفس الطريق ليفتقد لجزء أخر , تتماشى هبات الريح من على حواف وجهه لتعطي دموعه طعم أخر فكم هو يفتقد إلى ذاك القلب ,يسير بخطوات متتابعة ويحدوا معه الأمل , فهناك من ينتظره وينتظرها .!
صوت المؤذن يرتفع وصيحات الديوكِ تعلوا المكان , آه لقد أدركني الفجر يمضي ذاك المسكين وقطراتُ الماء العذب رغم ملوحتهِ تدفعه للسير بخطوات موزونة السرعة فكم يشتاقُ إلى اللقاء الحتمي الذي يسألُ الله الثبات عليه ,وما أن بدأ يرتل أبا محمد الآيات و إذ به يتلو(وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَ بِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًاإِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا . وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا . رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَافِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا ) )الإسراء/23-25(ليرتفع النحيب في ذاك المسجد, ولم ينسى أبا محمد ذاك الأمام الدكتور في الجامعة الإسلامية أن يتحف الحاضرين بورد الدعاء اليومي الذي ما أنفض المصلين إلى بيوتهم إلى وهم تركوا خلفهم أثار زخات دموعهم قد ملئت سجاد المسجد .
عاد خالد إلى بيته بعد أن نظر إلى أجمل ما ينظر إليه في هذه الدنيا فتلك الكلمات ليس لها مثيل فهي آيات الله ,وما أن برح فراشه حتى سمع نداءً آخر يتمناه ,
عماد: يا خالد هل تسمعني أرسل .
خالد :نعم يا عماد أسمعك بكل وضوح.
عماد :نحن في الميدان والعدد قليل هل أنت قادر على المجيء, دون تردد رغم احمرار الوجنتين ينطلق ذاك الأسد الهمام,
 وما أن وصل إلى المكان حتى كانت القوات تتقدم من كل مكان فتذكر خالد ذاك الحلم أدرك أنه رؤية حين وصل إلى المكان ولتبدأ المعركة, الله أكبر ولله الحمد أقتلوا اليهود الجنة تنادينا , صيحات التكبير تعلوا المكان هنا, وهناك على الجانب الأخر صراخ القرود والخنازير,فينطلق عماد ويفجر نفسه في مجموعة منهم ويتبعه محمد وسعد
وخالد لازال يسقي القرود علقما بمعشوقته التي اغتنمها في معركة سابقة, ولتهدأ أصوات الصيحات والطلقات حتى تحين الفرصة فأربعة من القرود حولوا الالتفاف كالعادة و لاكن نباهة الأبطال كانت حاضرة, فأنطلق خالد صوبهم وأثخن فيهم حتى اكتملت تلك الرؤية التي توقفت وهو يزأر في وجه أربعة من القرود, أشهد إلا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله ,يتعطر المكان بعبير المسك وتنحني الأزهار أمام هذا العطر الفواح وأخيرا جاء اليوم الموعود,ومضى إلى العلياء وأرتحل.
بقلم ناصر مهنا غزة \فلسطين المحررة بأذن الله .

الاثنين، 26 سبتمبر 2011

ساهر على شرفاتِ القمر

مفتاح
ساهرٌ على شرفاتِ القمر
غريبٌ عني معنى الوطن
ساهرٌ والألم ساهرٌ والأمل


إنّا ها هنا والإسلام في صدرونا عامر
إنّا ها هنا والفجر لابد قادم
إنّا ها هنا رغم الطغيان رغم المجازر
أساسيات
إنّه القرآن في أذهاننا حاضر
وعيوننّا للأقصى ستبقى تغامر
عهدا علينا أن نبقى جبالا
دون المعالي ما وطئت
وكنا نعم الرجال في كل حالٍ

أبجديات
سندوس الجراح ونعلي
راية الإسلام  خافقة الجناح
سندوس الطاغوت يوما
والأسنة جاريات والرماح

يا عالم القرود أما آن لكم أن تفهموا
أما آن لكم أن تنظروا أما آن ...؟
إننا نسموا للخلود للخلود للخلود

روابي
يا ورود الشوق فوحي و أنثري  
فوق الرواسي الشامخات عطوركِ
 ولتغني الطيور رغم جراحها  
كسروا الزجاج ففاح عطر الشهداء
وإننا "مجاهدون قادمون منتصرون"

الخاتمة
أشاح القمر عن وجهه الغبار وأنطلق نحو الأمل
رفع اليدين من جيبه سار نحو العطر الفواح والورود المنثورة
وأخيرا أفاق القمر ...,

بقلم ناصر مهنا غزة \فلسطين