السبت، 23 أبريل 2011

آه منكِ ياحروفي فكم تآني

حُرُوفُ الشِّعرِ تَسْرَحُ في خَيَالي تَئِنُّ مِن الحَياةِ، وَلاَ تُبَالي
وَكَم بالقَلبِ مِن مَعنًى حَزِينٍ يَجُولُ بِخاطِرِي وَيُثيرُ بَالي
تُزاحِمُني الحُرُوفُ تُرِيدُ شِعراً وَتَأتِينِي بِحِلِّي وَارتِحَالي

وَأَهرُبُ مِن مُطارَدَةِ المَعَانِي تُلاحِقُني وَتَسكُنُ في رِحَالي




• • •


تُسائلُنِي: أَلَسْتَ تُريدُ سَيْفاً لتَنزِلَ وَسْطَ ساحاتِ القِتَال؟
أقُولُ لأحْرُفي: يا لَيتَ شِعرِي وَهَل يُجْدِي بَيَانِي أوْ نِضَالي
لَقدْ سَئِمَتْ بَناتُ الفِكْرِ مِنِّي وَمَا عادَتْ تُطاوِعُني نِصَالي
أُوَجِّهُ سَهْمَ أحلامِي قوِيًّا فَيُغْمَسُ في الكَآبَةِ وَالمَلاَلِ



• • •


كَبَحْتُ جِمَاحَ أَفكارِي لأَنِّي عَلِمتُ اللَّيلَ يَقْبَعُ في الرِّحَالِ
وقَدْ مَلأَ الظَّلامُ مَجالَ عَينِي وَلَم أُبصِرْ سِوَى وَجهِ الخَبَالِ
فَقَدْ كَسَرُوا الحُرُوفَ أَمامَ عَينِي وَأَلْقَوا بِالمعَانِي في الرِّمَالِ
وَجَاسُوا في رِحَابِ الفِكرِ حتَّى تَلوَّثَ بالكَلامِ وَبالفِعَالِ
فَمَا أَبْقَوا على مَعنًى جَمِيلٍ وَما تَرَكُوا الحقِيقةَ في مَجَالِ
سُكُونُ الحَرفِ أَورَثَنِي مَلالاً وَكَسْرُ الحَرْفِ قدْ زادَ اشتِعَالي



• • •


وَأَحْلُمُ أنْ يُضَمَّ كلامُ قَوْمِي فإنَّ الرَّفْعَ يَعلُو بِالرِّجَالِ
وَأَكْرَهُ أنْ يُجَرَّ وَلَو بِحَرفٍ فإنَّ الجرَّ يَكْسِرُ، لا يُبَالي
وَأحلُمُ أنْ يَعُودَ إلَيهِ فَتحٌ فَنَصْبُ الإِسْمِ يَرفَعُهُ لِعَالِ
وَأجْزِمُ أنَّ أَفئدَةَ الرِّجَالِ إذا صَدَقَتْ سَتَسْكُنُ بِالفِعَالِ



• • •


تَئِنُّ حُرُوفُ أَشعارِي وَتَبْكِي فَلَمْ تَلْقَى سِوَى قَرعِ النِّعَالِ
تَقولُ المِيمُ: قدْ سَرَقُوا ثِيابِي وَقدْ عَبِثُوا بِأَشْيائي وَمَالي
وَقَدْ تَخِمُوا بأَصْنافِ الطَّعامِ وَما رَاعُوا المَجَاعةَ في عِيَالي
وَتَشكُو السِّينُ مِن قَومٍ تَعَدَّوا وَزادُوا في العَدَاوَةِ وَالرُّذَالِ
وَأَمَّا اللاَّمُ - وا لَهَفِي عَلَيها - فَقَدْ لُفَّتْ بِشَرْكٍ مِن حِبالِ
وَهذِي المِيمُ بَاكِيَةٌ تُعانِي وَقَدْ رَحَلَ المُوَاسِي وَالمُوَالي
فَمَا وَجدَتْ يداً تَمتَدُّ حَتَّى تُزِيلَ البأْسَ أوْ ظُلْمَ اللَّيَالي



• • •


أُهَدْهِدُ أَحرُفِي، وأَقُولُ: صَبراً فَسِيرِي وارْقُبِي حُسْنَ المَآلِ. 

ليست هناك تعليقات: