الخميس، 4 أغسطس 2011

رمضان فرصة للتغيير

د. محمد بن عبد الله الهبدان
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:


فالأيام تمر مر السحاب، وتمضي السنون سراعًا، وجُلُّنا في غمرة الحياة ساهون، وقلَّ من يتذكر أو يتدبر واقعنا ومصيرنا، مع أننا نقرأ قول الله تعالى: {وَهُوَ الَذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا} [الفرقان: 62].


والمسلم في عمره المحدود وأيامه القصيرة في الحياة قد عوضه الله تعالى بمواسم الخير، وأعطاه من شرف الزمان والمكان ما يستطيع به أن يعوض أي تقصير في حياته، إذا وفِّق لاستغلالها والعمل فيها، ومن تلك المواسم شهر رمضان المبارك.


يقول الله تعالى: {يَا أََيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183].


إنه نداء رباني حبيب لعباده المؤمنين يذكرهم بحقيقتهم الأصيلة، ثم يقرر بعد ذلك النداء: أن الصوم فريضة قديمة على المؤمنين بالله في كل دين، وأن الغاية الأولى هي إعداد القلوب للتقوى والخشية من الله، هكذا تبرز الغاية الكبرى من الصوم.. والتقوى هي التي توقظ القلوب لتؤدي هذه الفريضة طاعةً لله وإيثارًا لرضاه.


والمخاطبون بهذا القرآن من الرعيل الأول ومن تبعهم بإحسان يعلمون مقام التقوى عند الله ووزنها في ميزانه؛ فهي غاية تتطلع إليها أرواحهم، وهذا الصوم أداة من أدواتها وطريق موصل إليها.


ولهذا الشهر الكريم من الخصائص التي ميزه الله بها دون غيره من الشهور ما يساعد على أن يكون فرصة لزيادة معدلات التغيير والتصحيح في حياة كل فرد، بل في حياة الأمة جمعاء، يقول الرسول : "إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وسلسلت الشياطين"[1].


وفي رواية أخرى: "إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وفتحت أبواب الجنة، فلم يغلق منها باب، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر. ولله عتقاء من النار، وذلك في كل ليلة".


هذه الفرصة العظيمة سانحة في هذا الشهر المبارك حيث تصفو النفوس، وترق القلوب، فيئوب العباد إلى ربهم ويقومون بين يديه.


وليعلم كل منا أنه يساهم بقسط وافر في تردي الحال وتأخر النصر إذا لم ينتهز فرصة رمضان لزيادة رصيده من الصالحات، وتصفية ما عليه من الآثام، حيث هو لبنة في بناء الأمة التي وعد الله بتغيير واقعها إلى أحسن، وحالها إلى أفضل إن هم غيروا ما بأنفسهم: {إنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} [الرعد: 11].


ما أحوجنا معشر المسلمين كافة إلى وقفة محاسبة، كل منا مع نفسه في هذه الأيام الفاضلة، نراجع أحوالنا، لا سيما من أسرف وفرط في جنب الله، ومن قَصَّر في حق أهله أو حق من ولاّه الله رعايته، ومَن زلّت به القدم وفرط في حقوق إخوانه المسلمين، فلم يسلموا من أذاه.


إنها فرصة لأن يتساءل فيها كل منا مع نفسه: حتى متى يبقى ضالاًّ عن صراط الله المستقيم، وهو يعلم أن الطريق الصحيح هو ما دعا إليه البشير النذير، وأن خلافه ونقيضه هو الضلال المبين؟! لماذا أكون {كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا} [النحل: 92]؟!


إن الاستمرار على الحق والعض عليه بالنواجذ، والعودة إلى رحاب الله، وترك ما ألفته النفس من لهو وهوى قد يكون الفكاك منه صعبًا، كما قال الشاعر:
النفس كالطفل إن تهمله شب على *** حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم


لكنْ لا بد من إرادة قوية واستشعار لواجب التغيير، وبخاصة إذا آمنَّا إيمانًا جازمًا أننا معرضون للخطر وسوء الخاتمة إن لم يتداركنا الله برحمته، فما أحوجنا إلى الصبر والمصابرة حتى نلقى الله وهو عنا راضٍ.


قال رسول الله : "إن من ورائكم أيامًا الصابر فيهن كالقابض على الجمر، للعامل فيها أجر خمسين". قالوا: يا رسول الله، خمسين منهم أو خمسين منا؟ قال: "خمسين منكم"[2].


إننا معشر المسلمين حكامًا ومحكومين يجب أن نصطلح مع الله، وهذا الشهر الكريم فرصة وأي فرصة!
فمن الحاكمين بأمرهم اليوم من يحارب الله ورسوله جهارًا نهارًا، فأنَّى له أن يوفق وأنَّى له أن يُمكَّن، وأنّى له أن يختم له بخير، فإن كانوا مسلمين حقًّا؛ فليعلنوا حقيقة إسلامهم، وليُحَكِّموا شريعة الله، وليوطدوا العزم على السير بهدي الإسلام، وليغيروا وفق منهاجه، فليس الأمر مجرد دعوى.


الدعاوى إذا لم يقم عليـ *** ـها دليل فأصحابها أدعياء


وهنا أيضًا دعوة لكل جماعة أو فئة تنتمي إلى الإسلام وتدعو إلى ذلك أن تحقق ولاءها لله تعالى، وأن تجرد متابعتها للرسول ، فكم رأينا في الواقع من يزعمون أنهم من الداعين إلى الإسلام، بينما هم في العقيدة منحرفون، وعن السُّنَّة زائغون، وعن آداب وأخلاق الإسلام متخلون!


وقصارى ما عندهم: الكلام والخصام والحزبية المقيتة واللدد في الخصومة، فما أحوج المنتمين إلى سلك الدعوة إلى الله لتمثل الإسلام في منطلقاتهم وتعاملاتهم والولاء للمسلمين والبراء من أعداء الدين!


فهل يكون هذا الشهر فرصة للعودة إلى الله وسلوك صراط الله المستقيم؟! عسى ولعل.


وأخيرًا.. ندعو كل مفكر وكاتب مسلم ممن اتخذ الكتابة مهنة ومصدر رزق ألا يَزِلَّ به القلم ويتبنى الأطاريح المنحرفة والآراء الفجة فيما يزعمونه علاجًا للمشكلات، لأننا قَلَّ أن نجد من هؤلاء الكُتَّاب من يسلك السبيل السويّ فيما يسود به الصفحات؛ لكثرة ما يقولون بلا علم، ولِجُلّ ما ينقدون بلا فهم؛ فضلاً عن هجومهم المتوالي على الدعاة والطعن في نواياهم واتهامهم بما هم منه براء.


فهؤلاء إن كانوا غير مسلمين فليس بعد الكفر ذنب؛ وإن كانوا مسلمين فعليهم أن يتوبوا إلى الله، وأن يستشعروا الأمانة الملقاة على عواتقهم؛ وعليهم ألا يتسببوا في أذى إخوانهم والإساءة لهم والتحريض ضدهم بلا دليل، وعند الله تجتمع الخصوم.


فلعل في هذا الشهر المبارك ما يوضح الرؤية الشاملة في الموقف من الإسلام ودعاته، وألا يكونوا أذنابًا لأعداء الله في الهجوم على الإسلام والتخويف منه بمناسبة وغير مناسبة.


ولعل في هذه الأيام الفاضلة ما يعين على تجاوز الأخطاء وتناسي الإحن، والعودة إلى الحق وعدم التمادي في الباطل، وماذا بعد الحق إلا الضلال؟


والله أسأل أن يتقبل منا صيامنا وقيامنا، إنه على ذلك قدير، وبالإجابة جدير.


وصلِّ اللهم وسلم على البشير النذير وعلى آله وصحبه وسلم.

المصدر: شبكة نور الإسلام.

خريف العمر طال

سال دمعُ العين مرافقًا حبَّات المطر، إذ وُرودي شاحبة، تشكو فيْضه الذي غمَر سهولاً فيها ذكريات جراح وهجرٍ، تدفَّقت حتى أعناق الزهر.

إذ هي تئنُّ تناجي أنوار الشمس: أين أنت لتجفِّفي عروقي، لتخفِّفي الحِمل عن كاهلي من حزنِ الدموع التي تُحاصرني؟

أين أنت يا ضيَّ القمر، حتى تهتدي خُطى الأقدام في حلكة الليل، التي يسمع من قلبها أنين الطَّير الغافي على أغصان الأشجار، يصرخ من جرحي، من ألَمي، من حزني، من شجوني، من قُرب لهيب أنفاسي.

فقَد بيتَه وجواري؛ حيث كان يسعدني بتغاريده البهيَّة، حين يرى الفراشات المتنقلة بين لوحات الربيع، وكف يَدَي التي تتنعَّم بطِيب قطرات الندى، ونَسمات تَرسُم على وجنتي تقاسيم الهناء.

خريف العُمر طال، وذِكرى طيْف الربيع تداعب شَغاف القلب، العين منذ إشراقة شمس السماء حتى لحظات غروب المساء، تحلُم بطيْف الأمل، لعلَّ جذور الألَم تذْبُل؛ لتكون الجراح ذكرى في أحقاب الزمن.

يا ألله، يا من أوْجدتنا من العدم، اجعل لنا نورًا وأملاً يُزيل من القلب كلَّ ألَمٍ.

يا إلَهنا، كم نطوق لجوارك ورفقة نبيِّك في جنات عدن، بل الفردوس، المنى يا كريم.

مولاي اسْتُرنا وارْحَمنا، واغْفِر لكلِّ مسلم ومسلمة يُحبك ويحب نبيَّنا وآلَ بيته الطاهرين، وعلى رأْسهم أُمُّنا عائشة أمُّ المؤمنين، والصلاة والسلام على نبي الهدى محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم.

الاثنين، 1 أغسطس 2011

وردتي تصيح باكية

أشواكٌ مدببة تخترقُ كلَّ يدٍ تمتد إليها، ليست هذه الأشواك تحمي زهرها، بل كانت تكبل جسدها، وتسجن روحَها، وتمنع الجميعَ من التمتعِ برائحتِها الذكية وطعمها اللذيذ، زرعت الأشواكَ شوكةً شوكةً؛ هذه شوكة تحميها، وهذه شوكة تغذيها، وهذه تعلمها أن الوردَ خُلق للمنظر، لا أن تجلسَ وتشم رائحتَها، ويقرر من ينظر إليها أن يقطفَها ويعيش بعبيرها، حقًّا كان لزامًا من شوكةٍ أخرى.

نظرت الوردة باكية فغيرها من الورودِ في كلِّ بلادِ العالم يزهرن؛ لأنَّ العاملين عليها يلقِّحونها أجملَ الحبوب، أمَّا هنا؛ فالعاملون عليها يسلبونها حقَّ الوجودِ؛ الوردةُ هنا سجينة، والعصافير الوحيدة القادرة على الاقترابِ منها، أمَّا السُّكان المجاورون لها فهم أكثر النَّاسِ بُعدًا عنها، وإن كانت تنفطر قلوبُهم وتمطر عيونُهم على بُعدهم منها؛ فهم يعشقونها عشقَ الهوى، ولكن العامل القائم على رعايتِها جار على كلِّ من يسكن بالبستان.


هبت رياحٌ شديدة عصفتْ بالغبارِ المتراكم على أغصانِ الوردة الجميلة، ولتبعد عنها الأشواك لتترنح الوردةُ يمينًا ويسارًا، منتعشة مستسلمة للرياحِ تعصفها كما تشاء، فهي تشتاقُ إليها من قديمِ الأزل، تناثرت الأشواكُ بعيدًا عن الوردةِ بفعل الرياح، وطُرِد العامل الظالم لأهلِه شرَّ طردة، وليقبل عليها أهلها لأولِ مرة في اشتياقٍ وحبٍّ وعناق بعد طولِ فراق، وليرسم كل طفلٍ بريشته حبها، وليكتب الأمي قصيدةَ حبٍّ يخطبُ ودَّها، وليبصر الأعمى على نورِ صنيعها.

الكلُّ أقبل متلهفًا للارتواء من رحيقِها؛ مشتقاء للهواءِ النقي بعد طولِ تنفسه من جوٍّ مليء بالسموم المباركية المنتنة، الكل أقبل غير مدركٍ أنَّ الوردةَ لها حقوقٌ كالتي له، الكل أقبل بعنفوانٍ يقبل ويشمُّ، ويحاول أن ينتزعَ الوردة له، وفي صفه اشتد الزحام عليها، كثر الكلام باسمها، الكلُّ يعزف لحنَها، الكل يتسلق فوقَ أغصانها، الكل يدعي حمايتَها من أعوانِ العامل الظَّالم الذي طردته ريحُ الطهر خارج البستان، بينما أعوانه ما زالوا ينعمون بالعيشِ داخل البستان.

اشتدَّ الحوار بين المتسلِّقين، الكل يتكلَّم باسمها، ويحاول انتزاعَها، وباقي أهلها لم يستطيعوا بعد رؤيتها ولا شم عطرها، الوردة تنظرُ بعينٍ باكية: هل كان العاملُ الظَّالم أحقَّ بشرفِها، أم أنَّ شتات القوم يحفظ شرفها ويصون كرامتها؟

اشتدَّ الحوار بين المتسلقين؛ هذا يريدها في الحقولِ بعيدة عن العامَّةِ حتى لا يغريهم بريقُها، وهذا يريدها في الميادينِ ليحتكمَ إليها المظلومون باسمها، وهذا يريدها ملفوفة بثيابٍ تحجب جمالَها، مدعيًا حفظَ شرفِها، وهذا يريدُ أن ينزعَ عنها روحَها وأوراقها لتظهرَ مفاتنها للجميع.

الكلُّ قرَّرَ دورها، ولكن لم يبدأ أحدُهم ويسألها عن رأيها، الكل عاملَها بأسلوبِ سؤال القاصر، وكأنها ليست بكفء للإدلاءِ برأيها.

اشتدَّ الجدالُ حولها، كثر المتسلقون على أغصانِها، لم تحتمل أغصانُها أن تحملَ على المتسلقين المتظاهرين بحبها، كُسِر غصنُ غذائها، ودمعت عليه عيونٌ، وذبلت فورًا أوراقُها، وسجن معها شعبُها، وظلَّ البكاءُ السمةَ الوحيدة لها.

بقدر ماتجول في خاطري خواطر

في صلاة الوتر..
شعورٌ جميل ذلك الذي أعيشه على سَجَّادة الصلاة..
في صلاة الوتر..
صوتٌ هادئ ينبع من حنجرتي ليغرِّد آياتٍ أعمل جاهداً لكي أتذكرها..
قشعريرةٌ تمرُّ في كل جسمي عند بعض تلك الآيات, وكأنَّ الرحماتِ تنزَّلُ علي.. وأسأل الله ذلك..
أرى نوراً وجِناناً ما أستطيعُ رسمها أبداً.. وومضاً أخضرَ كلَّما استمتعتُ بصلاتي!
وبعد ركوعٍ جميل, أجدُني في أجمل لحظاتي، وتلك الدُّنيا قد تركتُها خلفي.. وأنا باسطٌ كفيَّ لله.. أسأله كلَّ ما أشاء! وما أجملَ تلك الدموع الدافئة التي أشعرُ بها تسيلُ على خدي لتخبرني أني قد اقتربتُ من الإجابة.. وأني قد ازددت أجراً!
ثم أسجدُ سجوداً يطرح كلَّ التعب عن جسدي، وأتيقَّنُ حينها أني قد ازددتُ قرباً من ربِّي!
فيرتاحُ قلبي، وتبسم شفتاي، وتُبرقُ عَيناي.. لأنام هانئ البال، سعيداً، غارقاً في صورٍ من الجِنان ما زالت تمرُّ أمامَ عيني..

حـنين..
حينما ينقضُّ علينا الحنين
وحينما تنهَشُنا آلامُ الفراق
نرى كلَّ شيءٍ مختلفاً..
فالهدوءُ الجميل: أصبح خوفاً وصمتاً مرعباً
والابتسامةُ البريئة: أصبحتْ غروراً
والناس: ما عادُوا كذلك
والكلمات: كانت بمعنًى وأصبحتْ بآخر
والليل: كان طويلاً.. وهو الآنَ كالأبد
والطعام هو الطعام.. لكن التذوقَ اختفى
فكلُّ شيءٍ هو هو، إلاَّ المشاعر.. فقد ضاعت بين خيالاتِ الماضي الجميل.. فغيَّرت كلَّ شيء!
فإحساسُ الشخص يغيِّر الشيء كما يريد
ويجعله ما يشاء
ومن لا يملك ذلك الإحساس فالموت أفضل له!
فيا لخسران شخصٍ نزعَ الله الحسَّ مِن قلبه..

الحـنين أيضاً..
هوَ اللحظةُ الوحيدة التي تَبكي فيها متحسِّراً; وأنتَ مبتسم!
تنظرُ بخمولٍ إلى كلِّ جزءٍ تصل إليه عينُك.. لتغمضَ جفنيك بهدوءٍ وتختفي ابتسامتُك.. وأنت تفكِّر بشيءٍ لا تستطيعُ التعبيرَ عنه، حتى أنك لا تعلمُ ما الذي يجول بخاطركَ حينها.
اختلاط المَشاعر، الأفكار والذكريات؛ كلوحةٍ مترامية الأطراف، في كل جزءٍ منها بعضُ الوجوه، آلاف الحروف، وأجزاء من الكلمات!
تصحو من أفكارك بدمعةٍ تتدلَّى بهدوءٍ..
فتتفاجأُ بقشعريرةٍ مرت بجسدك الذي أصبح هزيلاً فجأة!
.. تُغلق حقيبة أفكارك

وتتابع رحلتك!