الاثنين، 1 أغسطس 2011

بقدر ماتجول في خاطري خواطر

في صلاة الوتر..
شعورٌ جميل ذلك الذي أعيشه على سَجَّادة الصلاة..
في صلاة الوتر..
صوتٌ هادئ ينبع من حنجرتي ليغرِّد آياتٍ أعمل جاهداً لكي أتذكرها..
قشعريرةٌ تمرُّ في كل جسمي عند بعض تلك الآيات, وكأنَّ الرحماتِ تنزَّلُ علي.. وأسأل الله ذلك..
أرى نوراً وجِناناً ما أستطيعُ رسمها أبداً.. وومضاً أخضرَ كلَّما استمتعتُ بصلاتي!
وبعد ركوعٍ جميل, أجدُني في أجمل لحظاتي، وتلك الدُّنيا قد تركتُها خلفي.. وأنا باسطٌ كفيَّ لله.. أسأله كلَّ ما أشاء! وما أجملَ تلك الدموع الدافئة التي أشعرُ بها تسيلُ على خدي لتخبرني أني قد اقتربتُ من الإجابة.. وأني قد ازددت أجراً!
ثم أسجدُ سجوداً يطرح كلَّ التعب عن جسدي، وأتيقَّنُ حينها أني قد ازددتُ قرباً من ربِّي!
فيرتاحُ قلبي، وتبسم شفتاي، وتُبرقُ عَيناي.. لأنام هانئ البال، سعيداً، غارقاً في صورٍ من الجِنان ما زالت تمرُّ أمامَ عيني..

حـنين..
حينما ينقضُّ علينا الحنين
وحينما تنهَشُنا آلامُ الفراق
نرى كلَّ شيءٍ مختلفاً..
فالهدوءُ الجميل: أصبح خوفاً وصمتاً مرعباً
والابتسامةُ البريئة: أصبحتْ غروراً
والناس: ما عادُوا كذلك
والكلمات: كانت بمعنًى وأصبحتْ بآخر
والليل: كان طويلاً.. وهو الآنَ كالأبد
والطعام هو الطعام.. لكن التذوقَ اختفى
فكلُّ شيءٍ هو هو، إلاَّ المشاعر.. فقد ضاعت بين خيالاتِ الماضي الجميل.. فغيَّرت كلَّ شيء!
فإحساسُ الشخص يغيِّر الشيء كما يريد
ويجعله ما يشاء
ومن لا يملك ذلك الإحساس فالموت أفضل له!
فيا لخسران شخصٍ نزعَ الله الحسَّ مِن قلبه..

الحـنين أيضاً..
هوَ اللحظةُ الوحيدة التي تَبكي فيها متحسِّراً; وأنتَ مبتسم!
تنظرُ بخمولٍ إلى كلِّ جزءٍ تصل إليه عينُك.. لتغمضَ جفنيك بهدوءٍ وتختفي ابتسامتُك.. وأنت تفكِّر بشيءٍ لا تستطيعُ التعبيرَ عنه، حتى أنك لا تعلمُ ما الذي يجول بخاطركَ حينها.
اختلاط المَشاعر، الأفكار والذكريات؛ كلوحةٍ مترامية الأطراف، في كل جزءٍ منها بعضُ الوجوه، آلاف الحروف، وأجزاء من الكلمات!
تصحو من أفكارك بدمعةٍ تتدلَّى بهدوءٍ..
فتتفاجأُ بقشعريرةٍ مرت بجسدك الذي أصبح هزيلاً فجأة!
.. تُغلق حقيبة أفكارك

وتتابع رحلتك!

ليست هناك تعليقات: