الخميس، 4 أغسطس 2011

خريف العمر طال

سال دمعُ العين مرافقًا حبَّات المطر، إذ وُرودي شاحبة، تشكو فيْضه الذي غمَر سهولاً فيها ذكريات جراح وهجرٍ، تدفَّقت حتى أعناق الزهر.

إذ هي تئنُّ تناجي أنوار الشمس: أين أنت لتجفِّفي عروقي، لتخفِّفي الحِمل عن كاهلي من حزنِ الدموع التي تُحاصرني؟

أين أنت يا ضيَّ القمر، حتى تهتدي خُطى الأقدام في حلكة الليل، التي يسمع من قلبها أنين الطَّير الغافي على أغصان الأشجار، يصرخ من جرحي، من ألَمي، من حزني، من شجوني، من قُرب لهيب أنفاسي.

فقَد بيتَه وجواري؛ حيث كان يسعدني بتغاريده البهيَّة، حين يرى الفراشات المتنقلة بين لوحات الربيع، وكف يَدَي التي تتنعَّم بطِيب قطرات الندى، ونَسمات تَرسُم على وجنتي تقاسيم الهناء.

خريف العُمر طال، وذِكرى طيْف الربيع تداعب شَغاف القلب، العين منذ إشراقة شمس السماء حتى لحظات غروب المساء، تحلُم بطيْف الأمل، لعلَّ جذور الألَم تذْبُل؛ لتكون الجراح ذكرى في أحقاب الزمن.

يا ألله، يا من أوْجدتنا من العدم، اجعل لنا نورًا وأملاً يُزيل من القلب كلَّ ألَمٍ.

يا إلَهنا، كم نطوق لجوارك ورفقة نبيِّك في جنات عدن، بل الفردوس، المنى يا كريم.

مولاي اسْتُرنا وارْحَمنا، واغْفِر لكلِّ مسلم ومسلمة يُحبك ويحب نبيَّنا وآلَ بيته الطاهرين، وعلى رأْسهم أُمُّنا عائشة أمُّ المؤمنين، والصلاة والسلام على نبي الهدى محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم.

ليست هناك تعليقات: