الأربعاء، 29 فبراير 2012

عطاءات رسالة (قصيدة)


بَلِّغُوا عنِّي وَلَوْ بَيْتًا
 
يَصُوغُ الكَوْنَ للرَّائِينَ عَرْشًا
لِلكَمَال..


مَجْلِسًا تُبْصِرُهُ عَيْنُ التَّمَنِّي

 
تشتَهِي أعْلاهُ لَكِنْ
لا يُطال..
بَلِّغُوا عن رُؤيَتِي لِلطَّابِقِ الأَرْضِيِّ
مِنْ بَيْتِ المَنَايَا
حِينَما تَسْكُنُه رُوحُ الهُتَافَاتِ

 
الَّتِي يَعْلُو عَلَى أصْواتِهَا
صَمْتُ القَضَايَا
فَوْقَ أنْفَاسِ الرِّجَال
أشْعَلَتْها ثَوْرةُ الأنْفاسِ، ضِيقُ النَّاسِ
مِنْ بُعْدِ الْمَنَال..

بَلِّغُوا أَنَّ الثَّعَابِينَ استَمَدَّت جُوعَها
مِنْ شُعلَةٍ تَلهُو بِعَيْنِ الحاسِدِينَ
                 البَادِئِينَ اللَّوْحَةَ الصَّفْرَاءَ مِنْ تَحْتِ النِّعَال..
بَلِّغُوا أنَّ انتِحَالَ الصَّبْرِ
أَمْسَى جُرْمَنَا..
أنَّ الجُنُونَ الجدَّ لا يَبنِي عشاشَ

                          المسِّ فِي مَرْضَاهُ فَجْأَهْ..
إنَّما يَغزِلُ خَيْطًا عَنكَبُوتِيًّا يلفُّ العَقْلَ
في مَهلٍ كمَن يَهذِي بتَصوِيرٍ بَطِيء
بَلِّغُوا الأمْيَال
في صَحْرَائِهَا..
أنَّ هذا الرَّمْلَ من حَوْلِ اللَّظَى
قد كانَ طِينًا شَيَّبَتْهُ الفِتنة اللَّعْنَاءُ
إذْ رشَّتْ دِماهَا
تقبضُ الكفَّ البَرِيء..
فِتنةٌ..
تهدي جِدارَ العُمْرِ أُخْدُودًا
تَراكَمْنَا به رهنَ انبِساطِ الكَفِّ
لكنَّ مَواقِيتَ انبِساطِ الكفِّ دَوْمًا لا تَجِيءُ
وَيْكَأنَّ الكَفَّ يَخْشَى أنْ يُصافح..
دُونَ أنْ يَمْتَدَّ حد الكَيْد
كَيْ يَقطَعَه،
سيَّانِ إذْ يَأتِي هُنا صاحِبُه
مُسَامحًا.. أم لَمْ يُسامِحْ..
بلِّغُوا .. أنَّ اجتِنابي لِلهَوى ما كان إلا رفعة
لي أنْ أرَى عُشَّاقَ هذا الجِيلِ
في ثَوْبِ العَبِيد..
فأَنا حُرٌّ وقَلبِي
لا يُدلِّي شَوْقَه أو رأسَه لِلأَرْضِ إلا
أنْ يُرَى داعِيه في دَرْبٍ
بَدَا من بابِ مَسجِد..
بلِّغوا أنَّ اعتِقادي ليس ظِلاًّ
ينتَمِي فقرًا لذَيْلِ الأغْلبيَّهْ..
بَلِّغُوا أنَّ ارتِوَاءَ الشَّطِّ صُورِي
وأنَّ المِلْحَ في أصْدَافِهِ قد ذَابَ شَوْقًا
لانتِصَارِ الصَّيْفِ أضْعَافًا
عَلَى طَقْسٍ كَسُولٍ..
بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ بَيْتًا

يرى أنَّ احتِمَالَ الصَّعْبِ بالعَلْيَاءِ
خَيْرٌ... مِن تَساهِيلِ الوُحُول
 للمبدع محمود موسى

إعداد وتنسيق حسام الحق
دعواتكم

ليست هناك تعليقات: